
مشاعر مختلفة وكثيرة شعرت بها الأيام الماضية وأسأل الله ان يظل ما ينفعنى منها معى طوال حياتى..تقبلوا كتابتى السريعة وربما غير المنظمة حيث انى اكتبها على المدونة مباشرة بلا سابق كتابة ..اكتبها كما اشعر بها وكما ارغب ان اسجلها لتظل محفوظة لى اعود اليها كلما نسيت ..ابتعدت ..غفلت .. تخلفت ..وحتى كلما اقتربت او عملت او حلمت..اتذكرها فى جميع احوالى ويتذكرها معى من يرغب..
الطريق الدائرى ومنذ المرات الأولى التى قدر الله لى فيها المرور عليه راكبة وهو طريق غير محبب إلى..ولا احب اللجوء اليه الا فى حالات الاستعجال وحتى فى هذه الحالات افضل ان اكون فى صحبة انشغل معها عن ما يسير فيه من عربات مسرعة وما احمله له من مشاعر ليست ايجابية بالتأكيد..ولكن عندما يقدر الله أمرا فلا مانع لقدره ولا تأخير لأمره..يوم السبت الماضى و قبل المغرب بقليل ركبت "ميكروباص" متجهة من المعادى الى الهرم عبر الطريق الدائرى ..وبعد ربع ساعة تقريبا من تحركه مسرعا ظهرت فجاة سيدتين يحاولون عبور الطريق..حاول السائق استخدام الفرامل ولكن السرعة كانت كبيرة جدا ففقد التحكم ووجدنا أنفسنا والعربة تتحرك بنا بقوة يمينا ويسارا لتصطدم بالرصيف ثم انقلبت بنا..ثوانى معدودة هى مدة انقلابها المفاجئ ولكنها حوت مشاعر كثيرة وخواطر وأفعال قبل ان تستقر على ظهرها ويتجمع المارون مسرعين لمساعدتنا فى الخروج من النوافذ وتحاشى الزجاج المتحطم حولنا..الحمد لله على كرمه وستره فها أنا ذا أكتب الأن هنا بعد ان ظننت لوهلة ان الحياة قد انتهت..
الحياة التى يخطط كل منا لها ويحلم أحيانا بتفاصيلها..التى تحويه وتحوى علاقاته ومواقفه ..بيته وعمله ودراسته..الحياة ومقدراتها والرزق ومقداره وموعده والذى ربما يقلق البعض وينغص عليهم اوقاتهم..الدنيا التى لا تتوقف عن الحركة والتغير..تلك الاعمار التى نحياها بين نجاحاتنا وكبواتنا طمعا فيما بعدها من جزاء نسال الله ان يكون نعيما..كل ذلك ينتهى فى لحظة..او لنقل تظل حركة الحياة مستمرة ولكن دور كل منا فيها هو ما يتوقف..لا أتحدث هنا عن فقط ما بعد الموت ولكنى أتأمل تلك اللحظة نفسها التى تفصلنا بين هنا وهناك..والتى تشعر فيها ان الحياة مهما طالت قصيرة ..تبدأ فى لحظة خاطفة وتنتهى فى أخرى..
أثناء انقلاب السيارة بنا كان بجانبى الكثيرمن النقود والتليفونات تتساقط من حقائب وجيوب أصحابها..تتساقط ولا يأبه بها أحد رغم احتمالية انها كانت الاهم بالنسبة لصاحبها قبل دقائق من تلك اللحظة..حتى عند خروجنا من النوافذ كان الجميع يخرجون مسرعين _ومنهم أنا_حتى دون أن ينظروا وراءهم ليبحثوا عن أشياءهم..أبتسم الأن بداخلى كلما اتذكر تلك اللحظة فقد اكتشفت ان هناك ثقافة ثابتة فى ذهنى ربما ناتجة عن ذاكرة سينيمائية ما تتمثل فى أن السيارة بعد انقلابها مباشرة تكون على وشك الانفجار..وما اتضح لى بعد انقلاب السيارة انى لست وحدى من أتبنى هذه الثقافة ولكنها ثقافة عامة دفعت جميع الركاب الى محاولة الخروج مسرعين من النوافذ..حينما أرى امامى هذا المشهد اتذكر ذلك الاحساس ..احساس لا يمكننى وصفه بالأنانية رغم تشابهه معها الا انه أقرب الى انك حقيقة لا تشعر بما حولك ولا بمن حولك..ما تستوعبه بالكاد أنك فى سيارة مقلوبة وان هناك نافذة وان عليك الخروج منها..ذكرنى هذا بيوم القيامة حيث انشغال كل بحاله..فما يحدث وما ترى عينك يفوق استيعابك ..أدركت حينها النعمة الكبرى لمن يطمئنه الله ويقربه ..(الأخلاء يومئذ بعضهم لبعضٍ عدو إلا المتقين) ..اللهم اجعلنا منهم
بعد خروجنا من السيارة وكانت حقيبتى لا تزال بالداخل اتجهت الى الرصيف لأقف عليه والتقط أنفاسى وكان حولى بعض المارة يعرضون تقديم مساعدة..فكرت أولا فى الاتصال بأبى فطلبت من احدهم استخدام تليفونه..طلبت الرقم وانا احاول ان اجعل صوتى مطمئنا حتى يستوعب أبى الموقف بهدوء ولكن لم انجح فى محاولتى تلك فسرعان ما ظهر ما أخفيه..أخبرنى أبى ان انتظر فى مكانى فهو فى الطريق الى ثم عاود الاتصال بى مرة أخرى ليخبرنى ان الطريق مزدحم جدا وانه سيصل لى ولكن بعد فترة طويلة ولكن صديق لأبى جزاه الله عنى خيرا يسكن بالقرب من مكان الحادث فى طريقه الى الأن..
أثناء انتظارى على الكوبرى الدائرى ظهر لى بوضوح اننا _كمجتمع_ورغم كثير من التغيرات واختلاف السلوكيات مازنا نحتفظ ببعض من الهيبة تجاه فكرة الحادثة او الموت ..فغالبية المارة تجمعوا تلقاءيا لمساعدتنا على الخروج و ليرفعوا العربة ويحركوها على جانب الطريق..بعض منهم يطلب الاسعاف لاثنين من الركاب يحتاجون النقل للمستشفى..واخرين يجمعون متعلقات الركاب من الداخل..وبقية واقفة فى ذهول ترمق الحالة العامة وتتابع ما يحدث بعين أقرب للهيبة منها لشغف المتابعة..
بدأت مكالمات تتوالى من أمى وأبى وصديقاتى وأقاربى لأدرك أن الرقم فى تلك التجارب له معنى كبير..فعندما نقرأ عن وفاة 12 فى حادث..او مثل أحداث غزة مؤخرا حينما يزيد عدد الشهداء واحدا بعد أخر ..كثيرا ما نغفل عن ان كل رقم يزيد ليس رقما مجردا بل انه يعنى أسرة وحلم وعلاقات واحتياج وماضى ومستقبل وأصدقاء..انه يعنى أشياء كثيرة..ولكنها طبيعة الحياة فكل منا يراه البعض قيمة كبيرة وجزءا غاليا ويراه الاخرون رقما من ضمن الأرقام..ما يجعل شخصا مختلفا عن اخر حقيقة ًهو ان تكون لحياته معنى..ان لا يعيش لنفسه وان يحاول جاهدا ان يترك أثرا..حينها حتى ولو لم يعرفه الكثيرون..فسيكون عند الله اكثر من مجرد رقم..ربما يكون باثنين او بثلاثة او بعشرة وبمائة..وربما يكون بأمة كاملة..
كثير من تلك الخواطر تكون لدى حينما اعطانى الله الفرصة لأرى الدنيا بالمقلوب لثوانى معدودة..لم أستطع ان اعبر عنها جميعا ولكنى أحببت أن أدون بعضها فأعود اليها مرة بعد أخرى وأشرككم معى فيها..ولأحمد الله على كرمه ومنحى أياماً أخرى فى الحياة لعلى أستطيع فيها ان اترك أثرا وأن أصبح اكثر من مجرد رقم..وأقول لأبى وأمى ولكثيرين أحببت ان أقولها لهم..جزاكم الله عنى خيرا كثيرا ..كثيرا بدرجة لا استطيع التعبير عنها..

ياااه
ReplyDeleteبجد حمد الله على السلامة
ربنا يكرمك ياارب و يسلمك
ان شاء الله تكون في ميزان حسناتك التجربة دي
طبعا الخواطر .. على قدر الحدث
حمد لله على السلامة
ReplyDeleteأتأمل تلك اللحظة نفسها التى تفصلنا بين هنا وهناك
لسه كنت بتكلم مع واحد فى نفس الفككره اننا شايلين هم الحياة ولشغل والجواز والفلوس وفى لحظه هننسى كل ده لاننا ممكن اصلا منبقاش هنا
حمد لله على سلامتك مرة اخرى
الحمد لله على سلامتك أولا ،، أطال الله فى عمرك ,حسن عملك،، وفى انتظار باقى خواطرك حول هذا الحادث وإن كان ما كتب هنا كاف أن يشعرني أنى كنت هناك معكم،، المهم ماذا نريد لأنفسنا فى مثل هذه اللحظة؟؟
ReplyDeleteدمت بخير
كان حصلي موقف مشابه وفعلا أكثر ما يشغلني
ReplyDeleteهل تنتهي الحياة هكذا فجأة بدون مقدمات لانزيد في اعمالنا ولا حتي نتوب من ذنوب كالجبال
هل نموت فرد واحد أم يصلي علينا 70 ألف ملك كما كانت جنازة سعد بن معاذ رضي الله عنه
كان من دعاء الامام علي
اللهم احيني حياة طويلة تكون في سبيلك
ربنا يستخدمنا
وحمدالله علي سلامتك
ويحفظك لمن كنتي تثقين أنهم سيأتون
اللهم أحي موات قلوبنا
اللهم لك الحمد على نعمك وفضلك
ReplyDeleteنعمه تستوجب الشكر دوما
كل التحية وحمد لله على السلامة
جعل الله هذه الحادثة رفعة في درجاتك وتكفيرا للسيئات وقد قيل ن من علامات التوبة حصول العلم وها أنا اري علما وعبرا وخواطر ثرية أفاض الله بها عليك
ReplyDeleteورزقنا الله وإياكم الموت علي توبة وفي طاعة وقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم يستعيذ من موت الفجأة
لا حول ولا قوة الا بالله
ReplyDeleteيابنتى انا قلتلك مليون مرة ما تعتبش المعادى دى خالص
وبردو ما بتسمعيش الكلام
يالا يا ستى
اديكى انضميتى لفئة المصريين ارباب الحوادث زى حلاتى كده
اصلى مقسمة المصريين اتنين
ارباب حوادث وارباب سوابق
المهم الحمد لله على سلامتك
تحياتى للوالدة والوالد
AbdElRaHmaN Ayyash
ReplyDeleteسلمكم الله
وجزاكم الله خيرا
-----
fnan_geology
سلمكم الله
فعلا اللى اقصده نقطة شيل الهم..يعنى الانشغال ده طبيعى لانها حياة بنعيشها..لكن اننا نبقى شايلين هم وقلقانين على رزق..وكله بيبدأ فى لحظة وينتهى فى أخرى
ربنا يرزقنا حياة طيبة وميتة طيبة
حالم
ReplyDeleteسلمكم الله
ربنا يتقبل الدعوات
هو انا اعتبر كده دونت ما استطيع تدوينه..وبقية الخواطر هى اقرب لاحاسيس او افكار لا تترجم بالكتابة
ربنا يحسن ختامنا
-------
غير معرف
سلمكم الله
سيدنا سعد بنا معاذ من اكثر الناس اللى وجدت فى وفاته دليل علاقة خاصة مع الله سبحانه وتعالى..ما اشعر به ان هناك الكثير فى سيرته لم يصل لنا فقد بقى سر بينه وبين ربه
ربنا يتقبل الدعاء
وحفظهم الله لى
صاحب المضيفة
ReplyDeleteسلمكم الله
وجزاكم الله خيرا
-----
فليعد للدين مجده
ربنا يتقبل دعاء حضرتك
حصول العلم من علامات التوبة
لكن ربنا يرزقنا جميعا تصديقه بالعمل
وتقبل توبتنا
----
شذى
معلش يا بنتى
عيلة وغلطت
بس على فكرة انا امشى فى الاتنين
ارباب حوادث
وارباب سوابق
:D
سلمك الله
حمدلله على سلامتك
ReplyDeleteربنا بيتفضل على بعض خلقه بتذكيره لهم بالموت .. ولكن مين بقه اللى يفهم عن ربه رسايله
الحمد لله الذي لا تحصي ولا تعد نعمه
ReplyDeleteالحمد لله علي سلامتك يا اسماء يا حبيبتي
لقد ابكاني بشدة ما دونتيه من خواطر عن الحادث افاقني لدرجة كبيرة جزاك الله خيرا
واحب ان اقول لك ان الله حبه لنا لا يوصف فمن حبه لك جعلك تمرين بهذا الموقف ومن حبه لنا ايضا جعلنا نقرأ ما كتبتيه - فهو الودود الرحيم ارحم الراحمين يبتلينا ليطهرنا خزاطر رائعة بجد وانتظر بشدة الباقي
مثل هذه الاحداث قادرة علي تغيير نفوس كثيرة فلا تبخلي علينا
اختك- سارة زكي
الحمد لله على السلام
ReplyDeleteومتميزة هي هذه الخواطر
نسأل الله أن ينفع بها وبكم
الحمد لله على سلامتك
ReplyDeleteالحمد لله على سلامتك
ReplyDeleteالسلام عليك ورحمة الله وبركاته
ReplyDeleteمن الصعب جدا أن أقول لك الآن حمدا لله على السلامة ... إذ ربما يجب أن تقولي لي أنت هذه الكلمة بعد هذا الغياب
لكن دعيني أقول لك .. الحمد لله أنك حية ترزقين
دعيني أقل لك كم أثرت في كلماتك وشعرت وكأني كنت في ذاك الحادث
دعيني أقل لك .. كم كنت أحتاج لأتذكر الآن أن حياتي أقصر مما أتخيل
حبيبة قلبي أسماء
جزاكِ الله الجنة وجمعني وإياك بها
وأدام عليك نعمة الفهم عنه
في حفظ الله