
ان روح الانسان لا يمكن قهرها
الا أذا أراد هو ذلك
ان روح الانسان لا يمكن قهرها
الا أذا أراد هو ذلك
هل جربتم من قبل شعور الواقف فى محطة؟؟ ومن منا لم يجربه وليس لمرة واحدة بل لمرات ومرات..نفس الشعور فى موقف صغير او كبير يتكرر بين لحظة واخرى..لحظة اتخاذ قرار..اختيار طريق..أخذ خطوة
المحطات كثر..والطرق المتفرعة التى تنتظر منا اختيار احد فروعها للسير فيه كثيرة هى الاخرى..والحيرة اصل فى تكويننا ..لأن الحياة تتطلب اختيارات يومية فى مختلف المواقف وقد يكون منها ما هو مهم ومؤثر علينا وعلى من حولنا..تتطلب منا ذلك فى اطار عقولنا المحدودعلمها ببشريتها ..والتى لا تستطيع التيقن من دقيقة واحدة قادمة..فما بالنا بساعة او بشهر او بسنوات او بعمر كامل
..
..
الى من نلجأ الا الله..وعلى من نتوكل سواه.. علمه ورحمته.. ونوره وقدرته
نتأمل حالنا قبلاً مع الله فنجده حالا مائعا وتائها على غير ما يرضى الله عنا ويرضينا عن انفسنا.. نقف هائمين..ناظرين الى حالنا والى المحطة والى حيرتنا ..ونظن ان الدنيا قد أظلمت
وغالبا ما يرى كل منا محطته هى الاهم لانها تصبح مركز تفكيره واهتمامه..يراها مصدر الحيرة والقلق ..
يظن ان الدنيا كلها متوقفة على قراراه وعلى محطته..يحدث هذا احيانا داخلنا رغما عنا.. ندرك جيدا ان الكثيرين مثلنا فى كل مكان..
فالواقف عند محطة ما فى مصر كاختيار وظيفة جديدة مثلا يصاحبه فى نفس اللحظة محطة لامراة فى المغرب تختار مدرسة لابناءها وأخر فى السودان يفكر فى فرصة للعمل تكفى متطلبات زوجته واولاده..
هناك اخرى فى سوريا تحتار فى زواجها..واخر فى المانيا يستعد لاعلان اسلامه..ومعهم سيدة من ليبيا تفكر فى بيع منزلها واخر فى ماليزيا سيغير مجال دراسته بعد ان امضى عامان فى المجال الأول..بل وفى أبسط من ذلك..
فمن منا لم يقف يوما على الطريق ذاهبا الى مكان ما ومتردد فى اختيار اى الطرق يذهب من خلاله واى مواصلة يركبها وأيهم سيكون اسرع واسهل فى الوصول بناءا على ما يعرفه وما يتوقعه..وقوفنا احيانا امام احد الرفوف فى المكتبة نفكر اى كتاب نشترى وبايهم نبدأ وأى منهم نحتاج اليه الان اكثر من سواه ..
وأمثلة كثيرة فى شئون فرعية صغيرة وغيرها اكثر اهمية واخرى مصيرية واساسية فى جميع انحاء الدنيا..الجميع يقف عند محطة..الجميع عليه أن يتخذ قرارا ما..الجميع _رغم تقصيره_يلتمس الضوء من خالقه..أن أعنا يا ربنا..ألهمنا ما فيه الخير..
قد نخطأ احيانا ونظن اننا نعلم..
وان اختياراتنا سيحالفها التوفيق فقط لاتقاننا فهم المعطيات واستنتاج الاختيار الاصوب لنا..نتمادى فى ذلك حتى تأتى اللحظة التى نرى فيها بوضوح كم كنا غافلين او نفيق فى منتصف الطريق سائلين أنفسنا كيف تخيلنا ولو لوهلة اننا بضعفنا وجهلنا وفقرنا الى الله تعالى قادرين على ان نخطو خطوة دون طلب العون منه..دون التماس الضوء منه..
دون رجاء فيه ان يلهمنا ما يرضاه لنا..دون ان نتذكر اننا بأحكمنا واقوانا وأعلمنا جزء من جزء من حزء من هذا الكون الواسع ..والذى هو _على كبره وضخامته_لا يقارن بملكوت الله الأكثر اتساعاً ورحابة..
نعود لربنا فيفيض الله علينا من كرمه..وينير لنا ضوءا على بداية الطريق..ونشعر حينها بالسكينة والاطمئنان ونجتهد قدر استطاعتنا فى البحث عن الصواب وبداخلنا يقين ان الله معنا..يعيننا ويرشدنا..
يبدأ الموقف فى الانتهاء..ونبدأ فى الاستقرار والانتقال من تلك المحطة ويمر الوقت لحظة بعد اخرى لنجد انفسنا
وقد بدأ الحال يعود كما كان عليه..فأين الشعور بمعية الله واين الاحساس بالطاقة الدافعة للاستمرار..
واين الرسائل التى لم تكن تخطأ الوصول ..واين اليقين..واين واين.....
نعم لقد نلنا ما طلبناه يا ربنا من عونك و ارشادك..ولكن اين نحن من حسن الصلة بك..نعم كنا فى اشد الاحتياج لان تنير لنا الطريق فى موقف او اختيار ولكننا فى حاجة دائمة لذلك النور فى كل يوم نحياه ..تعلم يا ربنا ان التماسنا له لم يكن الا سعيا لان نكون فى دائرة رضاك..وان تكون اختيارتنا هى طريق الوصول اليك..
فمع تقصيرنا نعترف بجهلنا..ومع بعدنا ندرك جيدا اننا لا شيئ بدون القرب..
يارب ها قد هديتنا ونحن واقفين فى محطة من محطات أقدارك..
فهل لنا فيما بقى من هداية وصلة ويقين..