يا أهلنا في غزة .. نحن معكم

Friday, December 26, 2008

ورود لا تذبل


من الجميل أن تسمع من أحد تجربته الصادقة أو تقرأها عنه ..يعطينا هذا بعض الخبرة احيانا واحيانا اخرى يجعلنا اكثر اتزانا فى رؤية ما نمر به وحجمه الحقيقى بالنسبة لما تمتلئ به الحياة من احداث وتجارب وابتلاءات تحدث لأخرين..يعيننا على الاستمرار او التوقف لحظة مع انفسنا وقت الحاجة و يعلمنا ان نحافظ على تقديرنا للاشياء البسيطة الصادقة والبعد عن كل ما هو متكلف او مصطنع فالصادق هو ما يبقى..
صفحة بريد الجمعة الاسبوعية فى الاهرام تعرض رسائل كتبها اصحابها عن تجربة مروا بها او مشكلة يحتاجون فيها للعون او..او..المهم انى لا اعلم سر عدم انتظامى فى قراءتها..اجد نفسى اغيب عنها شهور ثم اعود فى احد الاسابيع لأقرأ احداها وهكذا كل مرة..اليوم اوقفتنى رسالة كتبتها صاحبتها..أثرت فى للغاية..واحببت ان تكون هنا..الاحداث قد نكون سمعنا عنها مرات متكررة..قد تكون الرسالة طويلة..لكنى وجدت فيها شيئ ما مختلف

اليكم هى

ورود لا تذبل..من بريد الجمعة

سيدي‏..‏ قال الكاتب الكبير أندريه مالرو في مذكراته‏:‏ سألت القس الذي أمضي حياته يتلقي الاعترافات‏.‏ ماذا تعلمت من اعترافات البشر فأجاب‏:‏ تعلمت أن الناس أتعس كثيرا مما نظن‏..‏ وأنه ليس هناك اشخاص كبار‏.‏

نعم ياسيدي‏..‏ ليس هناك اشخاص كبار لأننا جميعا صغار أمام همومنا وأحزاننا‏,‏ ولا يري أنفسهم كبارا سوي الحمقي والمغروروين‏.‏

تأملت كثيرا في رسالة السيدة التي تسرب إليها شعور بالفتور والجمود تجاه زوجها الذي لاتعيب عليه شيئا سوي انسحابه وانخراطه دون أن يدري إلي روتينية الحياة والطاحونة اليومية التي تطحننا جميعا رغما عنا وقدرت شكواها‏,‏ لكن أود أن تتأمل هي وكل قرائك الاعزاء قصة أخري قصتي عسي أن تنظر إلي الأمور نظرةأخري‏.‏ وان تري نصف الكوب المملوء‏.‏

تزوجت منذ أكثر من خمسة عشر عاما‏.‏ بإنسان رائع أقل ما يوصف به أنه رجل كريم الخلق عزيز النفس‏,‏ راقي المعاملة‏,‏ وأعتبر نفسي محظوظة بفوزي بقلب هذا الرجل‏,‏ الذي هو حبيبي وصديقي وزوجي وأحب الناس إلي قلبي‏.‏

وكانت بدايتنا بسيطة عادية تميل أكثر إلي أن تكون متواضعة من الناحية المادية‏,‏ لكنها كانت راقية جدا من حيث المشاعر والتفاهم بيننا‏,‏ وكان هذا كفيلا وحده بأن يذلل ويهون كل العقبات‏,‏ أتذكر جيدا اننا يوما فاجأنا أهله بالزيارة علي موعد غداء‏,‏ ولم يكن لدينا ما نقدمه‏,‏ ولم يكن معنا سوي جنيهات قليلة لكن استطعت ببركة الله أن أعد عزومة فاخرة بتلك الجنيهات‏,‏ فكنت أشعر دائما بأن الله معنا يسترنا ويهدينا وأصبح بيتنا الصغير هذا قبلة لكل من أهله وأهلي يلتمس فيه الجميع الود والراحة والهدوء والحل لجميع المشكلات التي كانت ولاتزال تواجه العائلتين‏.‏ فأنا الإبنة الكبري لعائلتي‏,‏ وهو كذلك الإبن الأكبر لعائلته‏.‏ واستقبلت طفلتي الأولي وشعرت بعدها ان نعمة كبيرة من الله حلت علي وتفرغت تماما لتربيتها والاهتمام بزوجي راضية قانعة‏,‏ وضحيت بطموحي الشخصي في ان أكون يوما ما صحفية أو كاتبة يشار إليها بالبنان‏,‏ وجاءتني فرص كبيرة للعمل‏,‏ وكنت لا أتصور أن أبتعد عن ابنتي أو اعهد بذلك إلي حضانة أو خادمة‏,‏ ففضلت التفرغ لها تماما وسط ترحاب كبير من زوجي‏,‏

ولا استطيع أن اصف لك كم المشكلات التي واجهتها انا وهو في البداية من مشكلات عائلية إلي مادية‏,‏ لكن كنت أعلم دائما ان التوكل علي الله مع السعي‏,‏ والأخذ بالأسباب هو المعين الوحيد‏,‏ فشجعت زوجي علي اتمام دراسته العليا‏.‏ برغم طبيعة عمله المرهقة وانشغاله الدائم بأمورنا وأمور عائلته الكبري وعائلتي ايضا‏,‏ وبعد سنوات كبرت ابنتي الجميلة‏,‏ وحصل زوجي علي أكبر الشهادات العلمية بتفوق نادر في تخصصه‏,‏ وقد أهداني نجاحه هذا‏,‏ وقال لي إني صاحبة الفضل الأولي فيه ولا أخفي عليك أن مظاهر الحب قد تغيرت من فترة الخطوبة إلي السنوات الأولي من الزواج إلي الآن‏.‏ فليس معني تغير مظاهر الحب انه اختفي أو جفت جذوته‏,‏ فهذا مفهوم خاطئ جدا لدي كثير من النساء‏,‏ فالحب في نظري يولد كالطفل الصغير البريء يولد علي سجيته وعفويته‏,‏ فتكون البداية دائما قوية الافصاح‏,‏ واضحة تماما كالطفل الصغير حين يضحك بعفوية‏,‏ ويبكي بعفوية حين يسعد أو يغضب فيلفت الانظار إليه في الحالتين بالهدايا والورود والمكالمات المتلهفة‏,‏ والرسائل الحارة‏,‏

ثم ما يلبث ان يكبر الطفل أو الحب شيئا فشيئا مع الأيام وزيادة المسئولية علي كاهله فيبدأ يعبر عن نفسه بمظاهر أخري أكثر رشدا من ذي قبل‏,‏ وان كانت لا تخلو من رقة وعذوبة فأنا اعتبر تشطيب المطبخ من قبل زوجي في أيام تعبي أو ارهاقي هي كلمة أحبك لكن دون البوح‏,‏ واعتبر لهفته علي حين يضايقني أمر ما أو مشكلة ولايهدأ له بال إلا بعد أن يأتيني كعادته بحل عبقري من حلوله‏,‏ خاصة انني تحملت عبء رعاية اخواتي البنات بعد وفاة والدتي ـ رحمها الله ـ وكان ذلك بعد زواجنا مباشرة ـ فكان نعم المعين لي في مشكلاتي هذه حتي إنه وافق أن تأتي أختي الصغري للعيش معنا بصفة دائمة للالتحاق بالجامعة هنا بالقاهرة من مدينتنا الإقليمية‏,‏ حتي تخرجت وتزوجت برعايتنا هي وكل اخواتي اللاتي كنت معهن في كل مشكلاتهن الشخصية والمادية بصفتي أنا الكبيرة‏,‏ والكل يلجأ إلي في ساعة الضيق والشدة‏,‏ وسارت بنا الحياة هكذا‏,‏ وكل يوم أكتشف في زوجي خصلة حميدة جديدة‏,‏ وأحمد الله علي هذا برغم اختفاء الورود‏..‏ وإذا جاءت مناسبة عيد ميلادي فهو يفعل كما يفعل زوج السيدة صاحبة الرسالة‏..‏ يكتب لي كلمات رقيقة داخل كارت وبداخله المبلغ الذي سوف انتقي به هديتي لأنه لا يعلم حقيقة ما أحتاج إليه فعلا‏..‏أما انا بصفتي مديرة البيت وأعلم كل صغيرة وكبيرة فيه وبحكم علمي بكل ما يحتاجه هو والطفلة أبحث عما ينقصه وأشتريه‏,‏ سواء أكان ذلك في عيد ميلاده أو بدون مناسبة‏,‏ ولم أشعر يوما أن هذا انتقاص لمقدار الحب بيننا بل حبنا يكبر ويكبر بمرور الأيام ودوام العشرة الجميلة بيننا‏.‏

وجاءت طفلتي الثانية وملأت حياتي بهجة ومرحا واصبحت أكثر لحظات عمري سعادة هي الساعات التي أقضيها مع طفلتي الجميلتين وزوجي الغالي وأنا في المطبخ أعد لهما الطعام وهم حولي كل يأتي بما عنده من أحداث اليوم‏,‏ واصبح بيتنا المتواضع الصغير هو محط الاحتفال بكل المناسبات‏,‏ وبما أني طباخة ماهرة‏,‏ فدائما ماكان يلتئم شمل العائلتين عندنا‏,‏ ونقضي الأمسيات في المرح والضحك وتحسنت أحوالنا المادية بعد حصول زوجي علي عمل اضافي خاص‏..‏ ودائما ما كنت أدعو الله ان يرزقنا ويوسع علينا‏.‏

حتي جاءت صاعقة من السماء أو هو ابتلاء من الله ـ فقد علمت انا وزوجي بطريق المصادفة أنني أحمل الجين الوراثي المسبب للمرض الذي ماتت به أمي‏,‏ وهو مرض مزمن ليس له علاج ولا يرجي منه شفاء وأنه آت لا محالة‏,‏ ولكن الأطباء لا يستطيعون الجزم بموعد مهاجمته لي فقد يكون بعد سنة أو أكثر قد يكون بعد عشر سنوات أو أكثر لا يعرفون‏,‏ وكتمنا الخبر عن الجميع‏:‏ أهله وأهلي ولا أستطيع أن اصف لك كيف نزل علي هذا الخبر الصاعق‏.‏ فقد كنت أرفل في سعادة ورضا ونعيم مقيم‏.‏

قضيت أياما وليالي وشهورا طويلة ارتعش في فراشي وفي حضن زوجي في عز الحر خائفة مرعوبة لقد كنت انا ياسيدي الشاهدة القريبة من تجربة أمي المريرة مع هذا المرض الذي استمر لست سنوات أو أكثر‏,‏ حتي أسلمت الروح بين يدي‏,‏ وتغيرت حياتي ونظرتي للأشياء والناس‏..‏ ودخلت دائرة اكتئاب وبكيت شهورا طويلة‏,‏ وقل نومي وفقدت تركيزي‏,‏ وأصبحت في وسط التجمعات والناس أري نفسي وحيدة وحدة قاتلة‏,‏ وأنا انظر وأستمع إلي مشكلاتهم الصغيرة التي هي في أعينهم كبيرة وليس لها حل‏,‏ واكثر ما أفكر فيه انني سوف اعيش هذه التجربة المريرة وأذيق ويلاتها لزوجي الحبيب وإبنتي اللتين مازالتا في طور المراهقة الأولي مازالتا طفلتين يحتاجانني ويحتاجان لعطائي وجهدي‏..‏ وهنا نظرت إلي حياتي وما مررت به‏,‏ وأعدت حساباتي ووجدت نقطة نور تشع وسط هذه السحابات القاتمة‏,‏ لقد عشت حياة مليئة بالحب‏,‏ سواء مع أهلي أو أخواتي أو زوجي وبنتي‏,‏ حتي صديقاتي وجيراني وأهل زوجي لقد كسبت حب واحترام الجميع‏,‏ وكسبت قلب زوجي واحترامه لسنوات عشرتي به‏,‏ وأديت واجبي نحوهم جميعا لم أقصر في حق احد يوما‏,‏ ولم أقم بإيذاء أحد يوما حتي بكلمة‏,‏ ودائما ما كنت أحاسب نفسي علي كل أفعالي وتصرفاتي‏,‏ ولا أذكر انني اشتكيت من زوجي لأحد‏,‏ ولا هو اشتكي مني لأحد ودائما ماكانت خلافاتنا بيننا لايعرف عنها أحد شيئا تبدأ وتنتهي بيني وبينه فقط‏,‏ حتي ان اهلنا يتندرون علينا أننا لا نتشاجر ابدا‏!‏

والآن أري ذلك البنيان الذي بنيته بكل الحب والتفاني والاخلاص ينهار امام عيني‏,‏ وتتلاحق الاسئلة امامي ماذا لو مرضت الآن؟ ومن أين سأنفق علي علاجي ونحن امكاناتنا لا تسمح وهو علاج مكلف وأكثر ما أفكر فيه هو تأثير هذه التجربة علي نفسية بنتي بعد ذلك‏,‏ ولا أريد لهما أن يعانيا مثلما عانيت أثناء مرض أمي وبعد وفاتها ثم زواج أبي من اخري وتوالت مشكلاتي ومشكلات أخواتي‏.‏

وأقول هنا لكل امرأة تفتقد في زوجها بعض الأشياء اللافتة كالورود والكلمات الطنانة ان هناك كثيرا من النساء تأتيهن الورود والهدايا الثمينة ولكنهن يعلمن من داخلهن انهاورود بلا رائحة ومجاملات قد تفتقد إلي الصدق والعمق العاطفي‏,‏ العبرة في ذلك بالصدق وقد قال الشاعر الهندي طاغور ابحث في الناس عن مزاياهم وابحث في نفسك عن عيوبك تكن احكم الناس‏,‏ وانظر دائما إلي الجانب المبهج من الحياة وتعامي عن الجانب المؤلم منها تكن أسعد الناس‏.‏

سيدي‏..‏ مرت فترة طويلة وانا بخير والحمد لله وتحاليلي وفحوصاتي الطبية تنبئ بالخير الي الآن‏,‏ وليس لي أمل الا في رحمة الله التي وسعت كل شئ ان يدرأ عني هذا الشبح أو أن يؤخره الي آخر العمر حتي أكون اشتممت ورودي الصغيرة وحصدت مازرعت علي مدي سنوات واطمأننت عليهما‏,‏ وأكون قد اديت رسالتي نحو زوجي وبنتي واهلي الي آخررمق في‏.‏

فأرجو ان تدعو لي بذلك انت وقراؤك الأعزاء‏.‏ واخيرا اقول ان الحياة علمتنا أن أسرع طريق للأخذ هو العطاء المتفاني‏,‏ فانتبهوا للسعادة التي بين أيديكم وانتم لاتشعرون بها ولاتقدرونها حق التقدير ولاتشكروا لها حق الشكر‏,‏ وابحثوا عن الورود التي لاتذبل ابدا بفعل الزمن‏,‏ الورود التي يظل أريجها يتهاوي في عبق الايام وفي نفوس من نحب‏..‏ حتي لو فارقناهم الي الابد‏..




5 comments:

بنت أبيها said...

فانتبهوا للسعادة التي بين أيديكم وانتم لاتشعرون بها ولاتقدرونها حق التقدير ولاتشكروا لها حق الشكر‏,‏ وابحثوا عن الورود التي لاتذبل ابدا بفعل الزمن‏,‏ الورود التي يظل أريجها يتهاوي في عبق الايام وفي نفوس من نحب‏..‏ حتي لو فارقناهم الي الابد‏


قصة ما شاء الله


ربنا يشفيها ويعافيها ويجعله في ميزان حسناتها ومكفر لسيئاتها

Shimaa Esmail said...

الأستاذة/ asmaa yasser
صاحب مدونة / الفجرية
" تحية طيبة" وبعد..
اعتذر عن الخروج من موضوع التدوينة، ولكنني ليس لدي أي وسيلة لمراسلتك فلم تشر لبريدكم الإلكتروني عبر المدونة أو أي وسيلة اتصال أخرى، أرجو من سيادتك مراسلتي عبر بريدي الإلكتروني shimoo_771@yahoo.com توضح فيها بريدك الإلكتروني واسم المدونة حتى يمكنني مراسلتك ذلك لأنه وقع الاختيار على مدونتكم كأحد مفردات العينة المختارة من مجتمع المدونات المصرية والتي أسعى لجمع بيانات ومعلومات عنها واللازمة لرسالتي المسجلة بقسم المكتبات والمعلومات والوثائق، كلية الآداب، جامعة القاهرة تحت عنوان "المدونات المصرية على الشبكة العنكبوتية العالمية مصدراُ للمعلومات: دراسة تحليلية " من إعدادي "شيماء إسماعيل عباس" وتحت إشراف الأستاذة الدكتورة "يسرية عبد الحليم زايد" أستاذ المكتبات والمعلومات بالقسم.
أرجو الاهتمام والرد سريعا ومراسلتي لمعرفة مدي موافقتك أم لا على الإجابة عن استمارة استقصاء البيانات – استبيان- عن المدونات المصرية.

لو مشغولة بالإمتحانات يمكنني انتظارك فقط وضحي لي بريدك وموافقتك ام رفضك

تحياتي وتقديري
شيماء إسماعيل
باحث ماجستير- كلية الآداب جامعة القاهرة.

shaimaa samir said...

اسماااااااااااااااااااااااء

ع الجرح يا اسماء جدااااا

اييييييي داااا

هى فى حالةمنالشجن اللى بيخليها تطلع كل همسة حكمة

اسماء
جزاكى الله خيرا

سادعوا لها كثيرا
انها سيدة تعرف معنى الحياة والسعادة

خواطر كتير فى دماغى
واحاسيس
والقصة جيالى بعد موقف
لالالا
خيرا
الحمد لله
جزيتى الخير

حسه ان كلامى متلغبط

دعواتك

Anonymous said...

السلام عليكم
قصة مؤثرة فعلا
بس مليئة بالسعادة مع كثير من الخوف والقلق
بس أنا شخصيا عجبتني فكرة الورود التي لا تذبل مع الزمن مهم نبحث عن تلك الورود ونمنحها لمن نحب ولمن كان لهم أثر في حياتنا
في نقطة تانية ممكن نكلم فيها بعدين

حرة المداد said...

يا شباب الكنانة...يا ناس ...يا مصر...يا كنانة الله..ماهذا الذي يجري على أرضك ؟!


المسلمون المحاصرون على مسافة خمس ساعات من القاهرة يذبحون ...يحرقون أحياء...ورجال الحكم والحكومة أخزاهما الله يكيلون للضحايا التهم جزافا وكذبا وافتراءا !!!


القوات المصرية على الحدود تمنع من يحاولون كسر المعبر من الفلسطينيين ويقتل فلسطيني ومصري .. دماء المسلمين أصبحت تراق بأيديهم لا بأيدي العدو!!
(أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون )المائدة


اخواننا يستغيثون بنا فلا يجدون بيننا مغيثا !!!


أليس في ضباط مصر على الحدود رجل رشيد ؟!


ماذا يريد النظام المصري من اغلاق المعبر ومنع النتقال والمساعدات في هذا الوقت العصيب ؟!


أن تتحول غزة الى سجن كبير يباد من فيه عن بكرة أبيهم فلا ينجو أحد ؟!


الطائرات القطرية التي تحمل امدادات طبية وغذائية منذ فجر الأمس تنتظر في مطار العريش ولا يسمح لحمولاتها بالمرور!!!


القافلات الآتية من الدول المجاورة كتركيا وقافلات الهلال الأحمر ونقابة الأطباء أيضا لا يسمح لها بالدخول ...لماذا ؟! لأن محافظ شمال سيناء الشهم الهمام يرى أن من يقفون على المعبر من الجانب الفلسطيني هم ليسوا جهة رسمية معترف بها...ماذا تريد يا محافظ شمال سيناء..سيناء التي ارتوت بدماء شهدائنا في 67 وحرب الاستنزاف و73...ماذا تريد؟


أن يكون على المعبر جهة اسرائيلية حتى تعترف بها وتسمح للامدادات بالمرور؟!


اسرائييييييييل سمحت لبعض القوافل الطبية القادمة من وزارة الصحة الفلسطينية بالمرور الى غزة


اسرائيييييل سمحت وأنت تتحجج بأن الواقفين ليسوا معترفا بهم !!!!


ماذا تريد ؟


...فليكن الواقفون كفرة أو هندوسا أو مجوسا أو حتى خرافا ...أليسوا بشرا ...أليسوا أرواحا ...والله لو كان ما في غزة خراف تقصف لخرج العالم يندد بالوحشية ضد الحيوان ؟!


حتى أنت تتمرغ في الخيانة والقذارة...يا عبد المأمور ?!


والله ان كل قطرة سالت من شهدائنا وأسرانا الذين ذبحوا على ثرى سيناء التي تقف عليها ستشهد على خيانتك يوم القيامة....


أقسم بالله ستقف بين يدي ربك..فلا تعلم كيف تتبرأ من جرمك (وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص)ابراهيم
(ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين* قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين*وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون)سبأ
(وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار *قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد)غافر


يا مصر ي ..ياحرّ ..يا أبيّ...يا ابن الفاتحين والمجاهدين...يا أبناء أرض الرباط كما وصفها الحبيب صلوات الله وسلامه عليه..هل سترضون بهذا العار ؟!


ماذا سنقول لربنا اذا وقفنا بين يديه ؟!


كيف سنقابل النبي الذي نذوب حبا له وأيادينا ملطخة بدماء إخواننا ؟!


...سنقول انا كنا مستضعفين...فجواب الله علينا في الآيات السابقة .
هل سنسكت حتى يأتي علينا الدور قريبا في الذبح...وماذا بعد ذبح غزة الا اقتحام اسرائيل الحدود المصرية ؟!


لكن يومها لن نجد من يدافع عنا أو حتى يدعوا لنا لأننا تخاذلنا أول الأمر عن نصرة إخواننا وكما تدين تدان


وحتى لو وجدنا من يدعوا فهل سيستجيب الله وهو يرى سكوتنا المخزي اليوم ؟!
( ما من امرئ مسلم يخذل امرءاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه؛ إلاّ خذله الله في موضع يحب فيه نصرته, وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه, وتنتهك فيه حرمته؛ إلاّ نصره الله في موضع يحب فيه نصرته) رواه أبو داود
بربكم...أستحلفكم.. أروا الله من أنفسكم خيرا


(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ( 38 ) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 39 ) )التوبة


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)


والله لا أجد لنا عذرا...


وأما أنا فأستعين بالله أن يمكنني من نصرة اخواني...ومادام قد غاب الرجال فلن أقعد...لن أقول أنا امرأة ضعيفة...ولا أن أولادي مرضى


ان لم أنصر اخواني اليوم فقد أفقد أطفالي في غارة قادمة


ان لم أنصر اخواني اليوم فسيحاسبني أطفالي على تخاذلى عندما يكبرون


أطفالى الذين سأربيهم- باذن الله - ليكونوا من جنود النصروأنا على يقين بذلك


سأنزل الى الشارع باذن الله ولن أترك جهدا لنصرة اخواني هناك الا وسأفعله ...ولو استطعت فسأذهب


بربكم يا شباب الكنانة ورجالها اذهبوا لرفح فلن تتمكن قوة من صدكم لو صدقتم الله ..وبفرض أن هناك ما منعكم فعلى الأقل قد سعيتم وسيرى الله وسيرى اخوانكم وسيرى العالم أجمع أنكم لم تسكتوا !


أتوسل لكل من قرأ كلماتي ولم يقدر على شئ الا أن يوصلها لكل انسان وكل موقع وكل مدونة وكل منتدى...بربك أوصلها فهذا أضعف الايمان.
أدعوا العلماء والدعاة المخلصين أن يقوموا بدورهم الذي تنتظره الأمة منهم بعد خيبة أملها في حكامها...ليس بالخطب والدروس فحسب...ليس في الفضائيات فحسب ..ولا على سلالم النقابات بل على أرض الواقع ...في رفح ..وأناشد كل من يقرأ هذا الكلام أن يوصله لكل من يعرف من العلماء والدعاة وبخاصة داخل مصر...لا أقل من أن يخرج العلماء والدعاة إلى رفح ليخرج الناس معهم...نذهب بأنفسنا لفك الحصار عن إخواننا بدل أن ننتظر غيرنا ليقوم بهذا
والله إنه للحل الوحيد لايقاظ الأمة وارعاب إسرائيل...80 مليون مصري كيف لا يقدرون على فك حصار اخوانهم ؟!
لو لم يقدروا لكانت فضيحة وعار...لكان باطن الأرض خيرا من ظاهرها...لن أقول يذهب الجميع...من الثمانين فليخرج نصف مليون فقط...نصف مليون لن تقدر كل قوات الأمن أن تقف في وجههم لو اتحدوا...فلنذهب الى رفح ولو سيرا على الأقدام وأنا والله على استعداد أن أترك أولادي وكل شئ وأذهب الى هناك مع الذاهبين...لا أقل من نصف مليون يذهبوا لنصرة المليون ونصف مليون مسلم محاصر...ليغسلوا عار الثمانين مليون...يعني من كل 160 واحد فقط...ألا يوجد مؤمن شجاع قوي واحد فقط بين كل 160 مصري ؟!
الأمر ليس صعبا وليس مستحيلا لكنه يحتاج الى علماء ودعاة صادقين في وزن الامام العز بن عبد السلام أيام حروب التتار.


بربكم أوصلوها للعلماء والدعاة والمفكرين فأنا لا أعرف كيف أتوصل لهم...

أوصلوها لمحمد حسان وحسين يعقوب وأبو اسحاق الحويني

أوصلوها لعمرو خالد وراغب السرجاني ومصطفى حسني ومحمود المصري


أوصلوها للشيخ صفوت حجازي وأنا موقنة أنه أول من سيستجيب


أوصلوها لفهمي هويدي وابراهيم عيسى ومحمد مهدي عاكف وعبد المنعم أبو الفتوح وعصام العريان


أوصلوها لحمدي السيد نقيب الأطباء


أوصلوها لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد


ألا هل بلغت ...اللهم فاشهد



الرجاء الإنتظار


اكتب تعليــقك