كنت اشعر انه طالما هؤلاء هنا فالامل اكبر مما أتخيل..شعورك عندما تكون فى صحبة من الصالحين الانقياء فتشعر ان صحبتهم شفاعة وان وجودهم أمن..فقليل من الناس من يحافظ على نقاءه وانسانيته مهما زادت الغيوم حوله ..هؤلاء عندما يتوفاهم الله واحدا بعد اخر تجد نفسك رغما عنك قد أصابك بعض الخوف او ربما الاحساس بان الكثير من الخير قد ولى بعيدا عنا..سرعان ما يذهب ذلك الخوف بفضل الله ويحل محله مشاعر اخرى وأظل اذكر نفسى باليقين فى أن الله عز وجل سيخلفهم ويخلفنا خيرا و امل جديد فيمن حولى وفى نفسى .
فعندما تتعلق أرواحنا بالحق والخير ورسالة الاسلام والعبودية الحقيقة لله ..نجد انفسنا غير قلقين على تلك الرسالة فهى رسالة ربانية تستمد قوتها واستمرارها من الله وحده..اما قلقنا يصب فى ان يكون لنا دور وان يكون لنا مساحة من العطاء وان نكون ممن نصروا وحققوا تلك الرسالة وساعدوا من حولهم على تحقيقها..نسعى على امل ان نكون منهم رغم تقصيرنا وان يرزقنا الله بصحبتهم شفاعة..
أما عن تلك التدوينة فالسطور القادمة تحدثكم
هل عشت هذا الموقف..او جربت ذلك الشعور..عندما تجلس مع صديق لك تذكران صديق ثالث جعله الله سببا لتعارفكما..تذكرانه وتدعوان له بالخير..فربما مرت الايام وتغيرت الظروف والاماكن لتجمعكما لحظات لا يكون حاضرا فيها..ولكنه وان لم يحضر معكم بشخصه يظل حاضرا بمواقفكما معا وبعلاقتكما نفسها و التى كان سببا فيها..
وعندما تأتى تلك الفترة من العام..ويأتى معها معرض الكتاب..لاشك أنى أذكر صديقنا المشترك ومن جعله الله سببا فى تعارفنا_أى انا والمعرض او لنقل انا والكتاب_كم ساهم فى بناء تلك العلاقة..وكم تدخل لاصلاح ما يفسد فيها أحيانا..على مر سنوات متعاقبة..ليس عام او عامين..بل عشر أعوام منذ أن بدأت قدماى تطأ هذا المكان بصحبته وحتى هذه الأيام التى أذهب فيها الى نفس المكان ايضا مع فارق هو عدم وجوده لأظل اتنقل بين جوانب المعرض وبين الكتب وياخذنا الحديث معا عن تعارفنا الأول وعن صديقنا المشترك..
زمااااان
يستيقظان مبكرا..ولنكن صادقين يستيقظ هو اولا ويبدأ فى ايقاظها حتى تقوم..يفطران سريعا ويرتديان ملابسهما ويبدءا الطريق..
هى:هو المعرض ده بعيد يابابا
هو: اه بعيد شوية
هى:طب هوه واسع وحلو
هو : هوه واسع وحلو وهتلاقى فيه حاجات جميلة ان شاء الله
هى تثق فى الاماكن التى يصحبها اليها ولكنها تمل من طول الطريق و ازدحامه..يتكلمان فى الطريق حتى تبدا معالم "مدينة نصر" فى الظهور معلنة عن اقتراب الوصول..يدخلان من البوابة معا واثناء سيرهما يخبرها بألية التجول ويتفقا على انهما سيسيران سويا..يقف هو معها عند مكتبات الاطفال وينتظرها لتقوم هى بمثل هذا العمل عند مكتبات"الكبار" وتنتظره..صحيح ان الاتفاق لم يكن يسير بمثل هذه الدقة..فهى تقف تائهة وسط قصص وكتب الاطفال لا تعلم ايهما تختار وتأخذ وقتا طويلا وينتظرها واحيانا يشاركها الاختيار الا انها عندما ياتى دوره تترك له مساحة من الوقت ثم تبدأ فى تشجيعه على الانتهاء سريعا وأحيانا "بتزن" والحقيقة انه ومع فيض حنانه واحتوائه لم يكن يستجيب أبدا لتلك المحاولات..فقد كان يأخذ وقته كااااملا ويعطيها وقتها كاملا ايضا..لم تعرف هى قيمة تلك اللحظات الا بعد ذلك فقد كان مجرد تجولها وسط تلك الكتب بما لها _اى الكتب_ من هيئة جادة أحيانا ما لا يشجع اى طفلة على لمسها ناهيك عن شراءها فرصة لان تعتاد عليها وتبدأ بينهما علاقة ولو بالرؤية فقط..
أقرب من زمااان
بدأت الأمور فى التغيرقليلا..فقد أخذ التجول هناك شكلا مختلفا..يذهبان سويا مع بعض الأصدقاء..ثم يبدأ هو فى طريقه وهى وأصدقائها فى طريقهم على وعد باللقاء كل فترة فى مكان معين..عند المسجد او البوابة الرئيسية واحيانا عند دار نشر "سفير" والتى تكونت لها مكانة كبيييرة عندها..يتقابلون ثم يكملوا الطريق وهكذا..فى كل مرة تريه ما اشترت من كتب خاصة كتب "المكتبة الخضراء" و"قصص الانبياء"و"كتب الفراشة" و غيرهاا و شرائط الاناشيد والتى قضت على الكثير من مصروفها ومصروف صديقاتها...يبتسم لها...و يسعد جدا ان وجد فى ما اشترت ما ينمى الخيال او التفكير او الارتباط بالشخصيات ذات البصمة..والحقيقة انها لم تكن تسعده كثيرا حينها..فعلى الرغم من حبها لانواع كثيرة من القصص الا انها كانت فى بدايات رحلة قراءة المغامرات.. كانت دوما تخبره بانها ليست رحلة سيئة اطلاقا..طالما ان هناك ما يقرأ معها..لكنه كان صعبا عليه بعض الشيئ ان يرى ابنته وأصدقائها الصدوقين منهمكين بشغف فى قراءة مغامرات تحت عناوين رومانسية وانسانية للغاية مثل "الفرقة الانتحارية " مثلا وغيرها..كان صعبا عليه حقا ولكنه لم يحاول ولو لمرة ان يسيطر على هذا الاختيار.كان يعلم انها محطات لكل منها وقتها..وقد كان صادقا حقا فقد مرت تلك المحطة مسرعة لتستقبل محطات اخرى مختلفة عما قبل..
أكتفى بهذا هذه المرة..احاول ان اسجل فيها بعض الذكريات عنهم وعنها وعن الصديق المشترك..فالكثير منا يحب تقديم يد العون والدلالة على الخير..لكن القليل من ينجح فى فعل ذلك دون سيطرة على تجارب الاخرين..او دفعهم دفعا لاختيارات مسبقة..جزاك الله خيرا يا أبى وصديقى ..
19 comments:
بالنسبة للقسم الأول .. فشعورك موجود نشعر به أحيانا ولكن ثقتنا أن الله يسخر من يدافع عن الإسلام والمسلمين يطمئننا , وأننا بأيدينا نستطيع أن نكون على طريق من مروا قبلنا .. هذا يدعو لإطمئنان أكبر
أما بالنسبة للمعرض ولوالدك .. من زيارتي للمعرض أدعو له بأن يفك الله أسره وأسر والدك .. فكلاهما صار مأسورا
ننتظرالبقية
بالمناسبة الخط بعد الصورة الثانية أصغر مما قبلها
جزاك الله خيرا
:)
أشعر بذات الشعور عند رحيل أي من هؤلاء العظماء..
لماذا يصرون على الرحيل وقت حاجتنا إليهم....!!!
أسائل نفسي...
ثم أعود أدراجي متذكرًا أن الله لم يكن ليختار لنا ما يضر..
ربما يناديهم إليه ليستحثنا على القيام بمثل ما كانوا يقومون به من دور.. ما قد يمثل دفعة لنا إلى
الأمام..
ربمكا هكذا يجب أن نفهم الموت..
ربما لا...
:::::
أما بالنسبة للمعرض..
لم أذهب إليه من قبل..
أعرف مدى غرابة هذا..
لكن أطلب من أي صديق يذهب أنن يأتي لي بما أريد من كتب..
جميل شعورك هذا وعلاقتك بالمعرض وتشجيع الوالد لك...
فك الله أسره قرييييييبًا.. وانتقم من الظلمة الطغاة...
على فكرة رايح المعرض الجاي إن شاء الله
اثرت الشجون يا اختنا الكريمة .. لكن .. حسبنا ان من غيبتهم القضبان قد اصطفاهم ربهم .. فجعلهم في رعايته وضيافته .. ليصطنعهم لنفسه ..جزاكم الله خير
اللهم اغفر للأستاذ مجدي وارحمه واسكنه فسيح جناتك
ورد الله أباك سالما غانما ووقاه فتنة الدنيا والاخرة
ورزقك بره وثبتك على طريق الخير والحق
دمت بخير
سمسم
سلمت يمناكي
صدقا رائعه كتاباتك
أعاد الله لنا والدنا سالما غانما
وادام صداقتكم الرائعه
ورحم الله الاستاذ مجدي و جعل قبره روضه من رياض الجنة
وحشتيني جدا يا اسماء
بما انك في البوست اللي فات قولتي لي اكون صريحة معاكي مع اني كنت صريحة فعلا
فأنا مش هقولك اني كل يوم بترتفع مكانتك عندي اكتر بس هقولك اني كل ما بفكر فيكي فبترتفع مكانتك عندي اكتر و غالبا يعني انا فكراك كل يوم هههههه
بالنسبة لأستاذ مجدي مهنا اول ما ماما قالت لي بجد حسيت اني بالبلدي كده .. اتخطفت و بعدين قولت لها ربنا يرحمه يا رب
بس جزاكي الله خيرا لأني كنت ناسية اني ادعي ان ربنا يعوضنا من هو خير منه
فكرتيني يعني
و صدقيني يا اسماء انا لما فكرت اكتب ايه للجزء بتاع عمو ياسر فلم اجد شئ يكفي هذا الرجل الذي لطالما اردت ان انحني له احتراما و تقديرا ربنا يرجعه بالسلامة ياااااااا رب
و سلميلي جدا على خالتو
عسى الله أن يقرب البعيد ... و يفك أسر إخوتنا المخلصين و المجاهدين أجمعين
بجد حاجة حلوة جدا أن والدك هو صديقك ... لا صديق أفضل
و أتمنى على الله أن يفك أسره يارب ... و هانت يا أخت أسماء
إنشاء الله خير
سلام
أسماء
قلت لك رأيى قبل كده...بوست رائع جدا وأثر فى أوى وذكرنى لما بابا كان مسافر فأخذنى عمو ياسر معاه وطبعا كنت معانا الى المعرض
جزاه الله كل خير وفك أسره
سناء
وضاح
جزاكم الله خيرا
البقية فى الطريق ان شاء الله
بس موضوع ان المعرض هو الاخر صار مأسورا
محتاجه افهمه اكتر
-----
اسلام ناجح
ربما هكذا يجب ان نفهم الموت
هو احيانا بنفهمه كدفعة فعلا..او ممكن نقول يقظة
المهم ان ينتج عنها عمل نحب به ان نلقى الله
ابتغاءا لمرضات الله اولا
ووفاءا لعهدنا مع هؤلاء..من فهمنا واحبنا وعلمنا ثم قدر الله لهم ان يتركونا لنكمل ما بدأوا
مرواح المعرض مفيد لانه بيجمع كل دارات النشر والمكتبات فى مكان واحد
فلو عاوز كتب بتلاقيها اسرع..ولو بتدور يعنى مفيش حاجة محددة باسمها بتلاقى اختيارات كتير
وكمان هو فعالية ثقافية الواحد بيحس فيها بشوية أمل
فوضة منظمة
حسبنا ان من غيبتهم القضبان قد اصطفاهم ربهم .. فجعلهم في رعايته وضيافته .. ليصطنعهم لنفسه
ربنا يتقبل منهم ونحسبهم كذلك ولا نزكى على الله أحدا
-------
صاحب المضيفة
ربنا يتقبل دعاءك
جزاكم الله خيرا
ألاء الرحمن
اهلااا..ازيك يا لوءة
جزاكى الله خيرا
واتمنى رؤيتك تانى قريبا
:)
-----
سلماية
وانتى كمان وحشتينى جدا
وكان نفسى اشوفك انهارده
الاحد ان شاء الله فرصتك الاخيرة
بدل متلاقينى مجمعة الناس ونطب عليكى فجأة
:)
وحلوة اللفة اللى انتى لفتيها فى الكلام دى..منا بقولك بأه يا بنتى النت عمل عمايله
:p
بس لو بنتكلم بجد عن مين اللى مكانته بترتفع عند مين
هيكون انت يا سلماية
هسلملك عليهم ان شاء الله
The Last Samurai
ربنا يتقبل الدعاء
ويبارك فى أبى واخوانه جميعا ويفك اسرهم على خير
-------
سناء
ماشى يا ستى
لازم نقر بالفضل لأهله
ونقول انك اول حد شاف التدوينة دى وشجعنى انزلها وكمان انك كنت قدوتى ورفيقة دربى فى قراءة المغامرات
:)
يلا ان شاء الله محد حوش
ياااه يا سناء..الايام دى كانت بجد جمييلة جدا..ربنا يجمعنا على خير دوما
:) :) :)
بفتكر حاجات وبضحك..هبقى افكرك لما اشوفك ان شاء الله
The Last Samurai
ربنا يتقبل الدعاء
ويبارك فى أبى واخوانه جميعا ويفك اسرهم على خير
-------
سناء
ماشى يا ستى
لازم نقر بالفضل لأهله
ونقول انك اول حد شاف التدوينة دى وشجعنى انزلها وكمان انك كنت قدوتى ورفيقة دربى فى قراءة المغامرات
:)
يلا ان شاء الله محد حوش
ياااه يا سناء..الايام دى كانت بجد جمييلة جدا..ربنا يجمعنا على خير دوما
:) :) :)
بفتكر حاجات وبضحك..هبقى افكرك لما اشوفك ان شاء الله
بمناسبة المعرض فأنا كان نفسي أروح معاك المعرض السنادي لكن قدر الله ما شاء فعل
حبيبتى اسماء..التدوينة بجد رائعة .بالنسبة للاستاذ مجدى رحمه الله حسيت اوى ان ربنا بجد لما بيحب حد بيحبب الناس فيه مش بس فى حياته وبعد موته كمان.فسبحان الله في ناس كده لما بيموتوا تحسى ان الناس كلها زعلت عليه واتأثرت بوفاته(يااااااارب ابقى منهم)نحسبه على خير رحمه الله.
اما بالنسبة للجزء التانى فمش عارفة اقول ايه غير يارب ربنا يعيد عليكم لحظاتكم الانسانية الجميلة ويبدلكم خيرا فى اوقات ضيقكم وافتقادكم لبعض. وان شاء الله السنة اللى جايه تشبعى من المعرض ومعاكى عمو ياسر.بس ابقوا خدونى معاكوا مرة.معلش انا طولت اوى بس بقالى كتير ماعلقتش.انى احبك فى الله جداااااااااااااااااااا .سالى
Post a Comment