
إلى كل صاحب رأى فى بلاد لا تحترم أمثاله ولم يتنازل
الى أبى الحبيب واخوانه داخل وخارج سجونك يا مصر
الى د. عبد الوهاب المسيرى على فراش المرض
الى د. ايمن نور فى محبسه
الى أ . عبد المنعم محمود ورفاقه
واخيرا الى سلمى وياسمين باعتبارهم أخر تبعات الظلم فى كليتنا الغراء
الى الأحرار جميعا..أعلمهم أو لا اعلمهم
الى كل صاحب مبدأ
أهدى هذه التدوينة
الى العقلاء فى زمن أصبح فيه العقل فى أعين البعض
قمة الاختلال
-----------------------------------
أتذكرون تلك الجلسة
أخر جلسات المحكمة الادارية العليا والتى قضت بقبول الطعن المقدم من مجلس قضايا الدولة التابعة للحكومة
وذلك بعد الجلسة التى سبقتها والتى قضت ببطلان قرار رئيس الجمهورية باحالة ابى واخوانه للقضاء العسكرى
..
بعدما نطق القضاة بالحكم..كانت الهتافات والاعتراضات وتعالت الاصوات ووضحت الرؤية
وكطبيعتهم فى معظم الاحوال..ينظرون باستغراب ولا مبالاة وبرود
فمن يعتاد الظلم..يظنه عدلاً
ومن يتمادى فى الباطل..يتخيله حقا
الى الأن..كل شيئ طبيعى..أو نقدر نقول متكرر
الى أن جاء وقت مروره
لم أعرفه حتى الأن
ولكن اتضح من تعاملهم معه ان له منصب
مع انها لم تصبح علامة
فالكل ينادى الكل يا باشا
نرجع للمهم تانى
وكعادتهم فى النظرات الساخرة والتى كانت واضحة فى عينيه
ولكن الواضح انه أراد أن يصدقها بلسانه
فقالها بوضوح وكأنه يطلق اكتشافه العظيم وخلاصة خبرته الضخمة
يقولها وهو يتنطع على أقرانه بما عرفه أخيرا ووصل له عقله المتفتح قائلاً
" دى ناس مختلة "
ليبتسم من حوله مصدقين على تلك النتيجة التى رأوها صادقة وقاتلة لأى صوت ضميرى يداخلهم يتساءل انتو بتعملوا معاهم كده ليه؟؟ لنجدهم يكررونها فى تقليد أعمى
" دى ناس مختلة "
أثناء العودة فكرت فى الكلمة كثيراً..وأخذات أقلبها فى عقلى حتى رسمت لها خلفية تمتد أحداثها منذ بداية الخلق وحتى يرث الله الأرض ومن عليها..
وضعت الشريط وأسندت ظهرى للخلف وضغطت
play
----------------------------------------
رجل صالح يدعى " نوح " يجتمع حوله القليل جداً..هم فقط من يؤمنون به بعد عمر طويل من الدعوة والأخذ والرد..
يضطهدهم قومهم ..نعم
يسخرون منهم ..طبعاً
انهم يجمعون الأخشاب لبناء سفينة فى صحراء قاحلة..كيف نظر لهم قومهم ؟؟
كيف رأوهم من منظورهم ؟؟
" دى ناس مختلة "
أكيد دى كانت النظرة..أكيد وجد فيهم قومهم مصدر رائع لإطلاق النكات والتهكم..أكيد وجدوا فى صبرهم انتظار لغد لن يأتى
أحداث متلاحقة
كثيرة ومكسفة
لنجد مشهد النهاية وقد ملأ الشاشة
طوفــــان
سنوات تمضى وأخرى تحل..وأقوام تمضى وأخرى تأتى بصالحها وطالحها..
ويتوالى الحدث تلو الأخر بسيناريو قريب وان اختلف فى بعض التفاصيل لكن يظل المضمون متقارباً وصولاً لعصور احدث لنجد سيناريوهات قريبة حتى ولو كان الاختلاف ليس فى مجرد تفاصيل لكنه فى القصد والفكرة
فننتقل بين " غاندى " و"عمر المختار " وبين " أينشتين " و " ابن رشد "
وصولاً لـ " محمد عبده "يليه نماذج كثيرة" كـ " امامنا الغزالى " و" حسن البنا "
والعشرات بل والمئات اتفقوا فى كونهم أصحاب تجربة وفكرة حلموا بها
وتخيلوها بتفاصيلها
عاشوا بها وعاشت بهم
والاكثر انهم اتفقوا فى تلك النظرة التى تواجههم حتى وان اختلف من ينظرها اليهم من شخص لأخر تلك النظرة المصاحبة لــ
" دى ناس مختلة "
الكثيرون نعتوهم بها
رأوا حلمهم سراباً
وصبرهم وهماً
راوا فكرتهم خيالاً
وعقلهم جنوناً
لتأتى النتيجة
بعد مدة طويلة..نعم
صبر ومتاعب وعوائق ..نعم
ولكنها جاءت لنرى مشهد النهاية معلناً عن
أنهم ما تخيلوا وما وهموا
انهم فقط راوا ما لم يستطع غيرهم رؤيته
وتجاوزت أحلامهم عصرهم
لينفذوا برؤيتهم الى أفاق أوسع وأرحب من الأفكار والتجارب
لتصبح أحلام الأمس..حقائق اليوم
لتهون فى لحظة صعاب مضت
وأيام أنقضت
لا يذكروا منها الا تلك اللحظات
تلك الاضاءات التى منحتهم القوة والقدرة على الاستمرار
لا يذكروا المحن الا للاعتبار
لا يذكروا لاالضربات الا للشكر
وطبعا لا يذكروا
" دى ناس مختلة "
فى عظم ما فى تلك القصص والتجارب من أحداث وعبر الا انه لابد من الاشارة الى بعض نقاط الاحتلاف تتضح عند اسقاطها على واقعنا الحالى..
1-
نحن لا نمتلك الحق المطلق مثلما امتلكه أصحاب الرسالات السماوية..فهم مرسلون من الحق جل وعلا..أما نحن فجماعة بشرية تحاول الوصول..تسعى لان تكون صدى حقيقى وصادق لدعوة الاسلام فى الأرض وان يحقق افرادها رسالتهم السامية والتى خلقهم الله من اجلها..
2-
أصعب ما فى زماننا عدم وضوح الصورة فلم يعد هناك حقاً وباطلاً وبينهم خطاً فاصل وواضح أو مجموعة كافرة تقاتل عصبة مؤمنة..بل ان الباطل الذى نراه الان هو من ديننا والأدهى من وطننا..هم جزء من مجتمع نعيش فيه..
كما أن جبهة الحق لا يمكن حصرها وقصرها على فئة دون غيرها ..
3-
اننا امام مجموعة ظالمة لا ترفض حقنا فى الاعتناق مثل ذى قبل ولكنها ترفض حقنا فى الحياة..
ترفض أن نحيا كما يجب
ونعالج كما يجب
ان نتعلم كما يجب
ونعمل كما يجب
حتى ان نفكر كما يجب وان يكون لنا مشروعاً وحلماً أيا كان..
4-
مشهد النهاية الذى ننتظره..لا نرقب أن ياتى فى يوم فاصل أو فى معجزة مهلكة..أو فى طير أبابيل
ولكننا نتظره فى ذلك التدافع بين الحق والباطل
حتى تتحرك تلك الصخرة الجاثمة
حتى تتفتح العقول المغلقة
ويعلم الانسان الحكمة من خلقه وو ظيفته الحقيقية ..ويسعى لاداءها..
أخيراً تشابهت الأحداث والأيام دول
فليقال لنا " دى ناس مختلة " مثلما قيل لهم
ولنسعى لنصل الى ما وصلوا اليه
ولن نجلس فى انتظار مشهد النهاية
سنفكر ليأتى
ونعمل ليأتى
وندرس ليأتى
ونعبد لياتى
ونقاوم ليأتى
ونحب ليأتى
ونخلص ليأتى
ونتاخى لياتى
ونتظاهر لياتى
وندعو لياتى
ونتحاور لياتى
وننجز ليأتى
ونتوكل لياتى
وأكيد سيأتى..ووقتها سيعلم كلٌ منا
من العاقل ومن المختل