
فى نهاية أيام الدراسة وبداية كل أجازة أجلس مع نفسى واشوف هعمل ايه؟؟وايه هيكون أولى من ايه؟؟ واشيل واحط الى ان اصل للصيغة النهائية ..دوماً اواجه صعوبة فى الاختيار..وفى تحديد الاولويات بشكل صحيح..كنت أرجع ذلك الى أن كلها أبواب استفادة او خير وان الطبيعى االختيار بينهم يكون صعب..وان الطبيعى بردو انى احاول اسدد واقارب بين ما اختاره..ولكن فى السنة الأخيرة بدأت أفهم شيئا مختلفا وبدأ تفكيرى يأخذ منحى اخر وشعرت ان المشكلة والحيرة التى اراها ليست متعلقة بصعوبة الاختيار وكثرة الاتجاهات بقدر تعلقها بانى مازلت لا املك اجابة محددة عن بعض التساؤلات على رأسها
حقيقة كونية
من عظمة الله جل وعلا اننا حين ننظر ونتامل فى أجزاء الكون وتفاصيله الصغيرة والكبيرة لن نجد ولو الكترون متناهى فى الصغر فى ذرة متناهية هى الاخرى فى جزئ صغير فى عنصر فى مادة الا وله وظيفة ودور لا بد له من القيام به..وكأن الانشطة الكونية صرحاً عظيماً لكل صغير وكبير مكان ليملؤه فيه ولا يمكن لغيره ان يقوم بهذا الدور ولا ان يملأ فراغه..فكل شيئ خلق بمقدار
ايه علاقة ده بالموضوع؟؟
لا اقصد بكلمة مشروع ما تتركه من انطباع انى اقصد دورا ضخم بل من الممكن انه يكون من أبسط الامور واصغرها..ولكنه دورى الذى أعددت له وان بدا بسيطاً..
أحياناً أحدث نفسى بان كل شيئ أقوم به لن يقوم به غيرى..فمثلا اجد نفسى ابنة وعليّ بر والدى ولن يقوم بهذا عنى أحد..ولى أخوات فى الله أحلم بان اكون لهم أختا بصدق ولن يقوم بهذا عنى أحد..ولى جماعة اقوم بدور من خلالها ولن يقوم به عنى احد (الا عندما اكون غير مؤهلة له) ووجدتنى طالبة ادرس ولى واجبات دراسية وتطوير لنفسى فى مجال دراستى لن يقوم به عنى احد وربما اصبح بعد ذلك اماً لأبناء على تربيتهم ولن يقوم بهذا الدور عنى احدا وهكذا ادوار الحياة المختلفة..
فاجد نفسى امام احتمال من اثنين..
الأول..خلاص هيه دى بصمتك او مشروعك فى الحياة ان تقومى بأدوراك بشكل صحيح..
الثانى..لأ مش خلاص..وان عليك السعى للقيام بادوراك نعم ولكن ربما يكون أحدها او بعض منها أو مجالا أخر غيرها_حسب قدراتك_ هو ذلك المشروع الذى تبحثين عنه ..والذى يجب ان تظلى فى بحثك عنه حتى تجديه..
الى الان اجد نفسى اميل للاحتمال الثانى وان السبق الحضارى الشامل الذى نحلم بان نعيده لاسلامنا لا يكفيه الاحتمال الأول وحده..
لا اعلم ان كنت استطعت توصيل المعنى وما أشعر به بشكل واضح أم لا؟؟
ولكن أظن أن اكثر من سيشعر بتلك التدوينة اما اللى زى حالاتى ولا يزال يبحث عن ذلك المشروع او من نجح فى ان يصل بعد طول بحث..
عموماً..شاكونى بأرائكم وتجربتكم..وسأجد فيها-ان شاء الله-ما يعيننى وغيرى على ما نبحث عنه او يوجهنى الى طريقة أخرى فى التفكير..
----------------